بقلم علي رمضان
اغلب البلدان العربية زارها الربيع الغاضب كيفما كان …على الرغم من التحفظات الكثيرة والمثيرة للجدل الا انه أنتج بالنتيجة عن حكومة جديدة وشكل جديد واستأنفت فصولها الاربعة …الا في العراق فقد تحول هذا الربيع المؤدلج الى خريف مزمن تتساقط فيه اوراق العراقيين ورقة بعد اخرى ومهما تغيرت فروعها والوانها تبقى بالنتيجة اوراقا عراقية سحقتها حوافر البهائم المسيطرة على مقدراته بل ومستقبله.
حتى البهائم البعيدة التي لم تشارك في مهرجان الهياج الحيواني تتحمل مسؤولية سقوطها وجميعها بلا قائد فضلا عن المحركات المخابراتية للقوى الاقليمية والدولية …ولكن اوراقهم ايضا تساقطت معنويا فقد رفعت الاقنعة بعد ان افشلت المرجعية من جديد مخطط كبير كان يستهدف ما تبقى من العراق العظيم.
وسط كل هذا الهياج والتساقط تسطع حقيقة واحدة كنور الشمس لا تقبل التكهنات والتحليلات حقيقة الخيانة والفساد وضرورة تغيير واقع الغباء الذي يحاول القطيع تكراره كل عام وكما قال أحد العلماء اغبى الاغبياء هو من يعيد المحاولة بنفس الخطوات ونفس الادوات للخروج بنتائج مختلفة.
ولاتزال الحلول تراوغ في حيرة ما بين مطالب الثوار وارادة القطيع المتخبط وبعض المهرجين اللذين يقفزون بين هنا وهناك لعلها ولعلهم يركبون فوق صهوة الصدفة كما حصل مع اقرانهم. وربما تكون هناك بعض المحاولات اليتيمة والشريفة لكنها سرعان ما تذوب في حوض الحمم النارية الذي اتفقت عليه الاجندات المتقاطعة لتوئد فيه اي بنت فكر عراقي وطني تحاول ان تنجب جورج واشنطن عراقي يضع إستراتيجية وطنية لامة العراق التي اصبحت مثل طائر الفينيق لا تعرف سوى الفناء ومهما عادت من جديد يبقى مصيرها الموت
اي نقمة واي مصير كتب على هذه الارض وعلى هذا الشعب المسكين ليعيش هذه الفوضى وهذا العذاب وهذا التشظي وهذا الغدر من اولاده ومن جيرانه ويغمض العالم عن كل ما ينتهك فيه بلا رقيب ولا حسيب …اي بلوة ابتلينا بها لترى بعينك الباطل والقاتل والفاسد والمنافق والسارق اسيادا فوق ميزان العدالة جالسون… يختلفون بكل شي وعلى نهبنا يتفقون …. ولاتزال الاوراق تتساقط تعلن عن شتاء مجهول الهوية … مخيفة ملامحه.. في مشهد معقد …غريب لامة عظيمة تلعب بمقدراتها البهائم.