- هيئة الغذاء والدواء تحذر من شراء واستخدام منتجات إبر التبييض وتفتيح البشرة غير المرخصة
- الدكتورة وسام محمود: استخدام هذه المنتجات التسويقية خطر على الصحة
- الدكتور محمد المحمد: الحقن بهذه الإبر يخفض مادة الميلانين ويسبب السرطان
- الدكتور أحمد الشيمي: الخواء الثقافي يحدد قيمة المرأة في شكلها ويدفع البعض لعمليات “التبييض”
تعد إبر تبييض الجسم إحدى الوسائل التجميلية التي انتشرت في الأونة الأخيرة، وظهرت على الساحة الطبية خلال السنوات الماضية، وخلال فترة وجيزة تزايد عدد مستخدميها رغم تحذير الأطباء والمختصين.
“سبق” سلطت الضوء على تلك الإبر بعد أن تعالت العديد من الأصوات المنادية بحظر استخدامها والمُحذرة من مخاطرها.
مخاطر صحية
الدكتورة وسام محمود، أخصائية ماجستير لأمراض الجلدية والتجميل بمركز رعاية لطب العائلة، تقول لـ”سبق”: “لقد انتشر في السنوات الأخيرة استخدام مادة (الغلوتاثيون) على شكل كريمات أو كبسولات أو إبر للحصول على تبييض وتفتيح للجلد. وتضيف: “مادة (الغلوتاثيون) تعتبر مكونًا طبيعيًا يوجد في خلايا جسم الإنسان وتتألف من ثلاثة أحماض أمينية، هي (سيستين – غليسين – غلوتامات)، ولهذه المادة دور مهم كمضاد أكسدة يكافح تشكل الجذور الحرة، وبالتالي يحمي الجسم من التلوث ويحمي من تأثيرات الأشعة البنفسجية والإجهاد والمواد الكيميائية, ويلعب دورًا مهماً في تقوية جهاز المناعة، وله فوائد في علاج بعض الأمراض المزمنة.. وتأثيره على الجلد يتمثل في معاكسة تشكل الجذور الحرة في الجلد، وبالتالي تخفيف علامات التقدم بالعمر وشيخوخة الجلد, وقد نال استخدامه في تبييض أو تفتيح الجلد انتشارًا واسعًا بين الناس.
وتتابع: بالنسبة للكريمات والكبسولات الحاوية على (الغلوتاثيون) يتم استخدامها لوحدها أو بالمشاركة مع فيتامين “س”, وتعتبر فوائدها محدودة وشبه معدومة في تفتيح الجلد، أما الحقن فهي موجودة على شكل إبر تحقن وريديًا أو تحت الجلد بتراكيز مختلفة قد تصل إلى تراكيز عالية وحتى الآن لا توجد دراسات موثقة عن دورها في تفتيح الجلد، وعلينا ألا ننسى أن لون الجلد عند الإنسان محدد وراثيًا بعدد وحجم وتوزع الوحدات الميلانينية، وكذلك نشاط إنزيم التيروزيناز، وهذا النشاط مرتبط بعدة عوامل كالتعرض للشمس وتناول بعض الأدوية والهرمونات وغيرها.
وتبين: “على الرغم من أن الغلوتاثيون مادة آمنة ومن مكونات الجسم الطبيعية وتوجد كمكملات غذائية بتراكيز معينة ولكن استخدامها بجرعات عالية للحصول على التأثير المرغوب في تفتيح الجلد يعتبر مخاطرة لما قد تسببه هذه التراكيز العالية من تأثيرات جانبية على المدى البعيد.. ولا سيما عدم التأكد من الظروف التصنيعية لهذه المنتجات، كما أن سلامة وأمان ما تحتويه من مواد إضافية غير مضمونة، كما أشارت هيئة الغذاء والدواء السعودية وحذرت من شراء واستخدام هكذا منتجات وخاصة عبر الطرق التسويقية الإعلانية لمواد غير مرخصة أو مسجلة لدى الهيئة.
وتختم: “وأود الإشارة إلى التوقف عن التعامل مع لون الجلد الطبيعي على أنه حالة مرضية وتحتاج لعلاج وتركيز الاهتمام على الحفاظ على صحة وسلامة ونضارة الجلد.
نتائج مؤقتة
الدكتور الصيدلي محمد المحمد يقول لـ”سبق”: أشارت بعض الأبحاث والدراسات التي تناولت خصائص إبر تبييض الجسم وآثارها المحتملة على المدى البعيد إلى أنها قد تُمثل خطورة بالغة على سلامة خلايا الجلد؛ حيث إن آلية عمل هذا النوع من الإبر التجميلية تعتمد على وقف إنتاج مادة الميلانين -مادة صبغية بروتينية- مما يؤدي إلى تفتيح لونها نسبياً، ومن المعلوم أن هذه المادة -الميلانين- بالغة الضرورة للحفاظ على صحة خلايا الجلد، ومن ثم فإن خفض معدلات إنتاجها في الخلايا يزيد من احتمالات التعرض للعديد من المخاطر الصحية.
ويضيف: “انخفاض معدلاتها على هذا النحو يزيد من فرص وقوع الإصابة بحروق الشمس وحساسية الجلد أو ظهور البقع الداكنة، بل إن بعض الدراسات ذهبت إلى أن انخفاض مستويات تلك المادة قد يزيد من احتمالات وقوع الإصابة بمرض السرطان.
مضاعفات خطرة
وحول تركيب تلك الإبر والحبوب يبين الدكتور المحمد: “المُسمى الشائع لإبر الجلوتاثيون وهو إبر تبييض الجسم والفكرة التي بنيت على أساسها تصنيع إبر الريكي اليابانيةReiki، وهي من مادة الجلوتاثيون وحبوب الجلوتاثيون الأخرى، واستخدامها في تفتيح البشرة -وليس تبييضها- هي أن مادة الجلوتاثيون تؤدي إلى التقليل من إفراز صبغة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد في أحد مراحلها؛ مما يعطي للبشرة اللون الفاتح نسبياً، ولهذه الإبر والحبوب أسماء عديدة، مثل: الجلوتاثيون الأمريكية واليابانية، وحبوب سوبر وايت الأمريكية، وهناك بيور وايت اليابانية، ووايتينج بلس، وكلها تحتوي على نفس المادة الفعالة، وهي الجلوتاثيون ثلاثي الأحماض الأمينية.
ويؤكد الدكتور: “أن مادة الجلوتاثيون لها تأثير على تفتيح ونضارة البشرة فقط وليس على تبييضها، مع الأخذ في الاعتبار اتباع الاحتياطات الأخرى، مثل عدم التعرض لأشعة الشمس واستعمال واقٍ شمسي فعال، ويعود اللون الأصلي للجسم إذا تم التوقف عن استخدام تلك الإبر أو الحبوب.
ويتابع: “وتُدرج إبر التبييض ضمن تصنيف الإجراءات التجميلية غير دائمة النتائج، ولهذا ينصح عدد كبير من الأطباء والخبراء في مجال طب التجميل بضرورة تجنب استخدام هذه الإبر، حيث إن الأثر الناتج عنها مؤقت ولا يدوم لفترات طويلة وتعود البشرة إلى لونها الطبيعي مرة أخرى بعد ثلاثة، ستة أشهر من التوقف عن استخدامها، وبالتالي فإن الأمر لا يستحق كل هذا العناء والمخاطرة بالتعرض لأي من تلك المضاعفات المحتملة.
تجارب واقعية
وتقول المواطنة حصة الخالدي: “كنت أشكو من بعض التصبغات الجلدية في وجهي وذهبت لأكثر من طبيبة وبدأت علاجي منذ خمس سنوات ووصفت لي حبوب جلوتاثين للتصبغات ولم أستفد، ثم انتقلت إلى مرحلة الإبر وأخذت تقريباً عشر إبر أول مرة وصفت لي إبرة جرعة 600 وبعدها 900 ثم وصلت 1200 ولما بدأت آخذ جرعة 1200 كانت هناك أعراض كثيرة تصاحبني ضيقة شديدة بالتنفس وألم في الكبد وقررت تركها، وعند ذهابي لطبيبة أخرى اتضح أن لدي نقصاً في مادة الملايين، وأحتاج علاجاً لتنظيف الكبد، ولم أستفد أبداً، تجربتي كانت سيئة مع تلك الإبر ولا أنصح بها أنا ذهبت لعلاج التصبغات وليس لتغيير لون بشرتي إلا أن فتيات صغيرات يذهبن لشرائها من المواقع دون رقيب، كما أنها موجودة في مراكز التجميل بسبب هوس البشرة البيضاء يجب أن تخضع لرقابة شديدة ولا تصرف إلا بوصفة طبيب”.
أما المواطنة ريم المحمد فكتبت: جربت في البداية الحبوب اشتريت عدداً لا بأس به من مواقع معتمدة استفدت قليلاً، ثم انتقلت إلى مرحلة الإبر، وبدأت بشراء كمية في البداية فتحت بشرتي درجة أو درجتين، ولكن يجب ألا أتعرض للشمس وأعتمد على كريمات الشمس، وبعد تركي لها عدت إلى لون بشرتي السابق، إضافة إلى بعض التصبغات”.
هوس التجميل
الدكتور أحمد الشيمي المستشار التربوي والنفسي قال لـ”سبق”: حول أسباب التوجه إلى عمليات التجميل شهد الطب في الفترة الأخيرة طفرة كبيرة في مجال الطب التجميلي، مما أدى لإقبال كثير من النساء على عمليات التجميل المختلفة، فصار القوام الممشوق والأنف النحيف والشفاه الممتلئة والوجه الذي يشع جمالاً بلا تجاعيد هوسًا حقيقيًا لدى أغلب النساء هذه الأيام
ويضيف: “وتؤكد دراسة حديثة ارتفاع الإقبال الكبير على عمليات التجميل بين المراهقات في بريطانيا وتؤكد الدراسة أن أكثر من نصف المراهقات اللاتي شعرن بأنهن عرضة للتنمر والتحرش كان بسبب مظهرهن الخارجي وأنوثتهن الطاغية. ويبين الدكتور الشيمي: “ولهذه الظاهرة من وجهة نظري عدة أسباب أولاً: التقليد الأعمى للنجمات العالميات حيث تمتلئ وسائل التواصل والميديا العالمية بالنجمات المثاليات بالشكل وهن لا يدركن أن هذه الصورة غالبًا ما تكون غير واقعية وأن للمكياج والكاميرات الدور الأكبر في إبرازها بهذه الصورة المثالية .
الإقبال على تلك العمليات من النساء في أغلب الأحيان هو قلة ثقة المرأة وعدم رضاها عن نفسها فيبادرن في دخول تلك الدائرة المفرغة من عمليات التجميل التي غالبًا لا تعطيهن الصورة المرضية لهن فيعاودن العملية وغيرها حتى يصلن إلى ما يهدفن له من شكل مثالي وهذا لا يحدث مطلقًا .
قلة ثقة
ويتابع: قلة الإيمان بالله والتسليم بقضائه، حيث يرزق كل منا جمالاً بطريقة معينة، فهذه جمالها في خفة دمها وتلك في قوامها وهذه في وجهها ورابعة في أنوثتها وخامسة في مهاراتها وهكذا .
وأخيراً: الخواء الثقافي والمعرفي حيث تظن أغلب النساء أن قيمة المرأة في شكلها وجمالها، وهو أمر حقيقي وموجود لكنه ليس الوحيد الذي يحدد جمال المرأة، فهناك أشياء متعددة تضيف لجمال المرأة بلا مجازفة ومخاطرة في عمليات تجميل غالبًا لا تأتي النتائج المرجوة .
ويختم: لابد وأن يتحلى طبيب التجميل بالأمانة، حيث هناك عمليات من الضروري إجراؤها لعيب خلقي أو حادث عرضي، وأما ما دون ذلك فلابد وأن يخبر المريض بخطورة العملية وعدم تحقيقها غالبًا النتائج المرجوة منها .