الكونغرس يسعى اليوم لانتخاب رئيسه بعد فشل ست مرات

أرجأ الكونغرس ، لليوم الثالث على التوالي، إلى ظهر اليوم الجمعة جلسة انتخاب رئيس له بعد خمس جولات اقتراع جديدة فشلت خلالها الأغلبية الجمهورية مجدداً في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس.

وعلى غرار جولات الاقتراع الستّ العقيمة التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء. أدلى النوّاب بأصواتهم في خمس جولات اقتراع جديدة جرت الخميس لكنّها باءت كلّها بالفشل.

ولم يتمكّن مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، من إقناع حوالى 20 نائباً جمهورياً من مؤيّدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه خلفاً لنانسي بيلوسي، إذ ظلّ هؤلاء على رأيهم بأنّه معتدل أكثر ممّا ينبغي.

وتجرى مفاوضات حثيثة في الكواليس بين مكارثي ومعارضيه الجمهوريين الذين لا يمكنه بدون أصواتهم من الفوز بالمنصب.

وعلى الّرغم من أنّ مكارثي قدّم لهؤلاء النواب المحافظين المتشدّدين تنازلات كبيرة إلا أنّهم ما زالوا على رفضهم التصويت له بدعوى أنّهم لا يثقون به.

وهذا الوضع المأزوم في رئاسة مجلس النواب غير مسبوق منذ 160 عاماً، وهو يشلّ المؤسّسة برمتها. إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدّوا اليمين وبالتالي أن يقرّوا أيّ مشروع قانون.

ويتطلّب انتخاب رئيس مجلس النواب، ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه. غالبية من 218 صوتاً، أمّن منها حتى الآن مكارثي 200 صوت بالإضافة إلى صوته.

ما هو الكونغرس

شأت فكرة تأسيس الكونغرس عن تقليد مجالس النواب الذي انتقل من بريطانيا. وصارت له جذور في المستعمرات الأمريكية في أوائل القرن السابع عشر الميلادي. وكان لمجالس المستعمرات سلطات واسعة، وبمضي الزمن. صارت هذه المجالس تعبر بشكل أوسع عن مصالح المستعمرين ضد مصالح الحكام الاستعماريين، الذين كانت تعينهم بريطانيا. وعندما ازدادت حدة التوتر بين بريطانيا والمستعمرات الأمريكية في الستينيات من القرن الثامن عشر الميلادي، تبنت مجالس المستعمرات قضية المستعمرين. ويمكن اعتبار الكونغرس القاري الأول، الذي انعقد في فيلادلفيا عام 1774م، بمثابة الهيئة التشريعية الوطنية الأولى. وفي عام 1776م، أعلن الكونغرس القاري الثاني استقلال المستعمرات عن بريطانيا. وعمل الكونغرس القاري الثاني بمثابة الحكومة الوطنية حتى 1781م، حينما تبنت الولايات مذكرة الاتحاد الكونفدرالي وأنشأت كونغرس الكونفدرالية. وقد عمل كونغرس الكونفدرالية بدون هيئة تنفيذية أو قضائية مستقلة وسرعان ما ظهر ضعفه.

وفي عام 1787 رسم مندوبو المؤتمر الدستوري خطة جديدة لشكل الحكومة ـ دستور الولايات المتحدة ـ وظلت سلطة الهيئة التشريعية مهمة، ولكن تمت موازنتها بسلطات الهيئتين التنفيذية والقضائية. وقد دعا الدستور إلى إنشاء مجلسين للكونغرس الجديد ـ بدلًا من مجلس واحد كان في السابق ـ بتمثيل متساو في أحد المجلسين (الشيوخ) وبالتمثيل وفقًا لعدد السكان في المجلس الآخر (مجلس النواب). وقد أدى تشكيل مجلسين للهيئة التشريعية إلى نزاع مرير بين مندوبي الولايات الصغيرة، الذين كانوا يفضلون تمثيلًا متساويًا لكل ولاية، ومندوبي الولايات الكبيرة، الذين كانوا يريدون تمثيلًا مبنيًا على أساس عدد السكان في كل ولاية.